الرؤيا و تقسيمها بين علم النغس و الشريعة

لم يترك الدين الإسلامي جانبا من جوانب حياة الإنسان الا وانعم بما ينير العقول وتستقيم به كافة المصالح الدينية والدنيوية فهو الدين الوحيد الذي أشبع حاجات الجسد –( الجانب الطيني الفطرة الغريزية في الإنسان) والروح( الجانب القلبي المتصل بالله وهذا هو الجانب الذي يختص بالرؤى والأحلام )- والإجابة على تساؤلاته بمنهج مرن متزن لا تناقض فيه ومن التساؤلات والظواهر التي اجاب عنها الإسلام وبيّن قواعده واصوله ظاهرة الرؤى والأحلام بدءا ببيان ان اول ما ابتدأ به النبي صلى الله عليه وسلم النبوة الرؤيا الصالحة .. ..
اما علماء النفس الذين ابتعدوا عن انوار الوحي فقد تاهوا في شعاب الضلال حينما ارتضوا ان ينصّبوا كبيرهم في هذا المجال (فرويد) اماما لهذا العلم الذي لم يكن لديه ما يعتمد عليه في تحليلاته ونظرياته غير الرؤى والأحلام ذاتها
ومنهجنا فيما يصل الينا من علوم المدرسة الغربية نأخذ بما جاء موافقا لشريعتنا ونلغي ولا نلتف للمخالف لها ..
*******
تنقسم الرؤى في الإسلام الى : رؤى صحيحة .. ورؤى باطلة ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم : الرؤيا ثلاث : فرؤيا بشرى من الله – ورؤيا من الشيطان ورؤيا يحدث بها الإنسان نفسه فيراها ..
أولا: والرؤيا الصادقة قسمان : أ) قسم مفسر ظاهر لا تحتاج الى تعبير وتقع على وفق ما راى النائم في منامه كرؤى الأنبياء عليهم السلام ..وقد تكون هذه الرؤى اما محببة للنفس ومبشرة كرؤية النبي صلى الله عليه وسلم دخوله واصحابه المسجد الحرام أو ثقيلة على النفس كرؤيا ابراهيم عليه السلام ذبحه ابنه يوسف..
ب) قسم مكني مضمر وهي الرؤى المرموزة : يرى فيها الرائي صورا تكون رموزا للحقائق التي ستحصل او حصلت في الواقع وعادة تشتق الرموز من تراث المجتمع ومعتقداته وبناء على ذلك فهي متغيرة المعنى على حسب مضمون الرؤيا ووقتها وحال الرائي ولذلك كان بن سيرين يسأل صاحب الرؤيا عن حاله ومعيشته وعن كل ما يمكن ان يستدل به لحل المسئلة لعظم أمر الرؤيا ويأتي هذا التحري من قبل بن سيرين لورعه وفهمه ان الرؤيا جزء من النبوة .. *أما علماء النفس فهم يعتقدون ان الشئ يمثله رمز واحد جامد في مدلوله بمعنى ان الرمز يصلح لكل زمان ومكان ..
*الإتفاق هنا بين المدرستين فقط من حيث التصنيف والإختلاف يرجع الى تعبير الرمز ..
والرؤى التحذيرية او المبشرة اما تدخل في تقسيم الرؤى الظاهرة التي لا تحتاج الى تعبير او المرموزة ..اما اللغوية فهي تدخل في قسم الرؤى المرموزة المعبرة عن حال الرائي . أما ما يطلق عليه علماء النفس مسمى الرؤى المعاودة فهي تدخل اما في القسم الأول او في القسم الثاني حسب مضمون الرؤيا ..
ثانيا الرؤيا الباطلة : سبعة أقسام : 1- حديث النفس :وتصنف في علم النفس برؤى الفكرة والطلب.
وهي حديث النفس والهم والتمني والأضغاث ..وهي كمن يخاف او يتمنى شئ فيراه او يحصل عليه .
من( 2الى 5) هي من رؤى الشيطان :
2- الحلم الذي يوجب الغسل لا تفسير له.
3- رؤيا التخويف والتحزين والتلاعب ووسوسة الشيطان ومثاله : جاء أعرابي الى النبي صلى اله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على اثره فقال رسول الله للأعرابي لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك
4- وسوسة الشيطان: بصرف الإنسان عما امره به الله .
5- ما يريه سحرة الجن والإنس للنائم وذلك ان يتعين الساحر بأدويته ليدخل بعض ما يريد في روع النائم فيكثر في منامه رؤى الثعابين والسقوط من علو وملاحقة الحيوانات المتوحشة له وخاصة رؤية الضباع والكلاب .
6- الرجع :هي التي يرى صاحبها نفسه فيها في زمن قد مضى ..اما التحليل النفسي لهذا النوع من الرؤى تبين ان هناك سر في هذه المرحلة او موقف تعرض له صاحب الرؤيا او يدل على حنينه لتلك المرحلة خزن في العقل الباطن أي النفس الإنسانية .. ..يدخل هذا القسم في حديث النفس ..
7- رؤيا تريها الطبائع اذا اختلفت وتكدرت:أي ما يغلب على حال صحة الأنسان
*اما ما جاء عند علماء النفس في تقسيمهم الرؤى بمسمى الرؤى الطائرة او انعدام الوزن ..فاذا كان القصد بانعدام الوزن هو السقوط من علو فله عدة تفسيرات على حسب مضمون الرؤيا وحال الرائي فاما تدخل في الرؤى الصحيحة المرموزة واما في القسم الثالث والخامس من اقسام الرؤى الباطلة ..
يعتمد في تعبير الرؤى في الإسلام على عدة أصول القرآن الكريم السنة النبوية القياس والتشبيه الاشتقاق اللغوي والاسمي والامثال والشعر .
اما في علم النفس يعتمد على التحليل النفسي للرمز .اتمنى اكون قد وفقت في عرض وجهة النظر الشرعية التي اؤمن بها فيما جاء في الرد على تقسيم علماء النفس للرؤى وان اخطأت فقوموني

تعليقات