المقالة للشيخ فهد العصيمي : (( هل الأعمى يرى ويشاهد أحلامه ؟الكلام في هذه المسألة يختلف ..ــ فمن ولد مبصرا ، ثم فقد بصره في إحدى مراحله العمرية فسيرى في المنام بوضوح كل ما كان يبصره في السابق . أما الأشخاص ، أو الأشياء ، التي يتعرف عليها بعد فقده لبصره ، فإنه لا يراها ؛ كمن ولد وهو غير مبصر ، لكن أحيانا يوجد لدى بعض الأشخاص خيال قوي ، يستطيع معه أن يرسم صورة لمن يتحدث أمامه ، أو صورة لما يحيط به ؛ ومن ثم يراها في المنام بنفس الصورة التي رسمها في خياله ، ومن الملحوظ هنا ، اختلاف درجة الرؤية ، قوة وضعفا ، حسب درجة التخيل لها في الواقع . وأما الألوان ، فإنه سيرى كل ما تمكن من الاحتفاظ به منها في ذاكرته، وإذا ما قدر له ونساها ، فلن يتمكن من رؤيتها ، ويعتمد ذلك على : عمر الشخص ، وأهمية تلك الألوان بالنسبة له ، ودقة ملحوظاته ، وقوة ذاكرته ، والأحداث المرتبطة بتلك الألوان ، ويندرج ذلك كله على من كان لديه بقايا منذ الولادة ، ثم فقدها فيما بعد . ــ أما الإنسان الذي ولد بكف بصر كلي ، فإنه لا يتمكن من الرؤيا أثناء المنام أبدا ، ويعتمد في رؤياه على إحساسه ، وعلى الأصوات المحيطة به . ويوجد بعض الحالات التي تسمع أصواتا في المنام لا تعلم كنهها ، ترشدها لما تحب التعرف عليه )) . والأمر الذي دعاني لاختيار هذه المقالة ، هو أني اضطررت لحاجة ما أن أغمض عيني فترة من الوقت ، وعندما زالت الحاجة ، وأبصرت ما حولي ، أحسست بالعالم الآخر الذي يعيشه من ابتلاهم الله بفقد حبيبتيه . وبدأت أتذكر أمور حياتي اليومية ، من ضبط المنبه ، لبس الثياب ، تهيئة الطعام والأكل والشرب ، وإمتاع نظري بمشاهدة آلاء الله في الكون ، ... وكيف أننا نؤدي هذه الأمور بيسر ، وبدأت أتخيل في المقابل حياة المبتلين بفقد بصرهم . وبدأت أشكر الله على هذه النعمة ، وغيرها من النعم التي لا نؤدي حق الله علينا بشكرها ، بل أن البعض منا يستخدمها في معصية الله .أسأل الله لنا العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،
تعليقات
إرسال تعليق