للشيخ فهد العصيمي
رؤية الله عزّ وجلّ ممكنة ؟
نعم ممكنة ، وقد أجمع العلماء على ذلك . نقل النووي في صحيح مسلم عن القاضي قوله في
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : من رآني في المنام فقد
رآني [ح:2266] ما يلي :
واتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها ، وإن رآه الإنسان على
صفة لا تليق بحاله من صفات الأجسام ؛ لأن ذلك المرئي غير ذات الله تعالى ، إذ لا
يجوز عليه سبحانه وتعالى التجسم ، ولا اختلاف الأحوال ، بخلاف رؤية النبي صلى الله
عليه وسلم . ونقل قول ابن الباقلاني : رؤية الله تعالى في المنام خواطر في القلب ،
وهي دلالات للرائي على أمور مما كان أو يكون كسائر المرئيات .
وأقول هنا تعليقا على قول القاضي : إن لفظ الجسم
والحيز والعرض والحد وغيره من أمثال هذه الألفاظ من الألفاظ المحدثة التي لم ترد من
كلام الله ، ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك لا تنفى ولا تثبت إلا
بعد الاستفصال ، فإن كان معناها صحيحا أثبت ، وإلا نفي . أقول هذا الكلام لوجود مثل
هذه الألفاظ في بعض الكتب عند بحث هذه المسألة . إذا رؤية الله ممكنة ، وقد تكون
دلالتها لأحد الأبوين ، أو للقاضي الذي يحكم بحكم الله ، أو بغيرها من الأشياء التي
يعرفها المعبرون ، والله أعلم.
تعليقات
إرسال تعليق