لماذا يتم نسب اغلب الرؤى لحديث النفس فهل حديث النفس لايتداخل في الرؤى ؟


يظن الاغلبية العظمى من الناس ان الرؤى هي احدى ثلاثة فقط وهي اما ان تكون بشرى من الله او حلم وتهاويل من شيطان او حديث نفس منما يحدث به الانسان نفسه فيراه !
مع ان الرؤى والاحلام هي ليست فقط احدى تلك الخصال الثلاثه وانما 
تشملهم جميعاً في كل رؤيا من تلك الرؤى وتشملهم جميعاً في كل حلم من تلك الاحلام , وتتم نسب الاحلام والرؤى بنسب متفاوته على حسب نسبة الوضوح , فمرة تجد نسبة الرؤى اكبر من الاحلام ومرة تطغى الاحلام على الرؤى .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: (الرُّؤْيَا ثَلاثٌ : فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي ) صحيح سنن ابن ماجه 3154 .

فالانسان يحلم احلاماً كثيرة اغلبها لايعيها واغلبها مكتملة وجميعها تشمل تلك الخصال الثلاثة ولكن الانسان هو فعلاً يحضرهم مع جميع الخصال الثلاثة في كل حلم ورؤيا ولكنه لايعيهم ولن يستطيع تذكرهم جميعا فأن استطاع تذكرهم بجميع تلك الخصال والاقسام فهو عند اذ يكون انسان ( يحلم ويعلم بأنه يحلم ) وفي تلك الحالة يكون قريب جداً من حالة الاستيقاظ الكلي , وفي تلك الحالة ايضاً يكون الانسان في حالة وعي تام لمؤثرات اليقظه التي قد تجذبه اكثر من وعيه برؤى منامه , فإن تنبه بوعيه الكلي لمؤثرات اليقظه فقد تنسيه اغلب ماجاء في المنام .

فتلك الاحلام والرؤى تبتدأ بحديث النفس عن احداث تمت في اليقظه ومن ثم تتكون البشرى كخلاصة لتحليل عن ماحدّث به الانسان نفسه عن ماحدث معه في يقظته , فتلك الخصلتين تتم في كل رؤى المنامات ولكن توجد الخصلة الثالثه المختصه بتداخلات الشيطان في تلك الاحلام ويأتي هنا الارشاد بالتحصن بالاذكار لمنع تداخلات الشيطان بقدر الامكان ان شاء الله تعالى.

وذلك لان الشيطان حريص على ما يزعج بني آدم ويقلقهم ويحزنهم فيخيل للنائم أشياء تزعجه وتقلقه
قال الله تعالى
(إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ)


ومثل هذه الأحلام التي بها تداخلات الشيطان إذا رآها الإنسان فإن دواءها أن يستعيذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأى ويتفل على يساره ثلاث مرات ثم ينقلب إلى الجنب الثاني ولا يحدث بذلك أحداً فإنها بإذن الله لا تضره.

هذا والله اعلم

مفسرالاحلام الدبياني




تعليقات