ياايها المعبر مهما بلغت من علم فأنت لا تزال الى اليوم تلميذ



ياايها المعبر مهما بلغت من علم فأنت لا تزال الى اليوم تلميذ

بعض المعبرين في عالمنا العربي والاسلامي يوصلون لمرحلة اكتفاء من تلقي العلم ولايدرون انهم مهما بلغوا من هذا العلم فعلمهم لن يتجاوز قطره ماء في بحر.

والبعض الآخر منهم من يعتمد على جهد ذاتي غير مشترك لظنه بأنه قد وصل للمراتب العليا وتحور من طالب علم الى استاذ , ولايقبل فكرة عودته ليكون طالب , وذلك لانه يفكر بنظرة الآخرين وبماذا سيقولون عنه :
كيف لهذا الاستاذ صار طالباً ؟
فيغلبه كبريائه من المشاركة البناءة بتلقي العلم خوفاً من اقترافه الاخطاء فيكتفي بما لديه , ولايدري ان بتنازله وبتواضعه فقد يزيد من قدراته العلمية وان اخطائه قد تكون هامة لفهم جزء بسيط من اسرار الاحلام والرؤى.

ان الرؤى والاحلام لها طرقها المتعددة والمتشعبه في مقاصدها والمختلفة في تياراتها , فرغم تلك التشعبات المتنوعة الا ان كل رؤيا معينة من الرؤى لها طريق معين واحد محدد بها ولها تشعب واحد خاصاً بها وذلك على حسب احداث يقظة حالمها , ولكن بعض الرؤى والاحلام قد تجد تعبيرها يقبل السير في عدة اتجاهات ومهما تعددت تلك الاتجاهات الا ان التعبير لايصيب الا اتجاه واحد فقط على حسب مسار الرؤيا ومقصودها , وكمثل هذه الحاله تجد ايضاً مايقابلها من هيئة المعبرين فهم ايضاً متشعبين وبتيارات مختلفة متنوعة وحالهم كمثل حال الاحلام والرؤى المختلفة والمتنوعة !!

فمن المعبرين تجده يسير بخط واحد معين فأن واجه الرؤيا التي لاتسير في نفس خطه فستجد التعبير له طابع يسير في نفس خط المعبر وليس في خط الرؤيا الحقيقي !
للتوضيح:
اي بمعنى كأفتراض ان سير المعبر دائماً مثلاً (يمين) فعند تواجهه برؤيا سندعيها كأفتراضاً (يساراً) فستجد التعبير له طابع (اليمين) وذلك من كثر اعتياد المعبر على خطه اليمين.

وايضاً كمثل من يختص بتعبير رؤى المس فتجد اغلب التعابير تشير الى العين والمس , بالرغم من ان بعض الرؤى قد لاتشير الى ذلك.

وايضاً كمثل من يختص بالتعبير النفسي فتجد اغلب التعابير تشير الى المرض والحالة النفسية وماشابه ذلك.

وايضاً كمثل من يختص بالتعبير الديني فتجد اغلب التعابير بها طابع ديني بينما تكون الرؤيا قد تشير الى امور دنيوية.

مع العلم ان التعبير الديني فهو الصحيح وهو الدقيق سواء كان على امر دنيوي او كان على امر ديني فكتاب الله لايغادر صغيرة ولاكبيرة الا احصاها , الا انه لايوجد في زماننا من يبلغ الفهم الكامل ليعي معنى جميع الايات الدالة التي تشير لكل كلمات الرؤى عامة , فما يعلمه اغلب المعبرين فماهو الااليسير فقط , والبعض منهم قد تجده يعلم بالتفسير ويعي معنى الايات ولكنه لايستطيع تركيبها مع معنى ماتشير اليه الرؤيا في كلماتها المقصودة للرؤيا , والبعض منهم قد تغيب عنه الآية الداله على معنى تلك الكلمة التي تشير اليها كلمات الرؤيا !
فتجد هؤلاء (عند بعض الرؤى) اما ان يعطوا الرؤيا نصائح بطابع ديني  بعيد عن حقيقة ماتشير اليه الرؤيا او ينسبوها للعين او لحديث النفس .

اذن فلايوجد انسان شامل وكامل بعلمه

فكم من شيخ مفتي وحافظ لكتاب الله فقد تجده لايحسن تعبير الرؤى ولايصيبها الا ماشاء الله.
 

وكم من شيخ قارئ اعطاه ربنا موهبة الصوت والتجويد في القراءة فتجده لايملك موهبة التعبير ولايحسن تعبير الرؤى ولايصيبها الاماشاء الله .
 

وكم من عالم بتعبير الرؤى فتجده لايفتي او لايحسن القراءة بصوت شجي الا ماشاء الله
 

وكم من عالم بتعبير الرؤى فتجده لايصيب التعبير او تجده عند بعض الرؤى يقف عاجزاً حائراً فيأتي من هو ادنى منه علماً فيصيب بالتعبير الصائب بأرادة الله.

اذن فلايوجد في زماننا انسان كامل وشامل لكل تلك الامور بحيث لن تجده يمتلك علم الافتاء وحسن الصوت في القراءة وعلم تعبير المنامات , فأن وجد من يشمل تلك الخصال الثلاثة , فتأكد ايضاً بأنه غير شامل كلياً بمالديه ! بل لديه من كل وادي قطرة ومثله كمثل الطبيب العام الغير مختص.

اذن فما المانع من ان يتواضع هؤلاء المعبرين وينزلون الى مرتبة طالب فهل في هذا نقص في حقهم من كونهم معبرين؟
 

الا يعلم هؤلاء المعبرين ان في تواضعهم ونزولهم فقد يدلي كل واحد منهم بما لديه من علم فيستفيد كلاً منهم من علم الآخر ؟
ان تداول المعلومات بين المعبرين فيما بينهم فقد تزيد من قدراتهم جميعاً لفهم تشعبات الاحلام والرؤى.
اليس في ذلك زياده لفهم جزء بسيط من حقيقة الاحلام والرؤى؟
اليس في ذلك تصحيح لفهم رؤى مرت على احدهم بالسابق لم يعلم حقيقتها؟
وخاصتاً من كان مسار تعبيره محدد اليس في ذلك فهم وصحوة ليعي بقية المسارات الاخرى المختلفة عن مساره؟

ونعم توجد مواقع تقوم بدورات تدريبيه لتؤهل المعبرين
ويجزي الله القائمين عليها بالاجر والخير الوفير على صنيعهم هذا !
ولكن تلك التدريبات انا اعتبرها مجرد بحث عن المواهب التعبيرية وتنميتها وذلك من خلال نفض الغبار من أناس متربة لكي يكتشف لونهم الاصلي ومعدنهم , فتظهر من بعد النفض مواهبهم التعبيرية التي كان يعليها الغبار بدليل ليس كل من دخل تلك الدورات صار نابغة بالتعبير بل قلة من تأهلوا ليكونوا معبرين والبعض الآخر لايوجد عليه غبار بل لون الغبار هو نفسه لونه الاصلي وبالتالي ستجده لم يستوعب الدروس فيخرج كمثل مادخل.

الخلاصة النهائية التي يجب ان ترسخ في ذهنك ايها المعبر:
كلنا تلاميذ علم مهما ومهما بلغنا من علم فنحن لن نتعدى من كوننا تلاميذ علم , فأطمئن ياايها المعبر فأنت لا تزال طالب علم , فأن صدّقت نفسك بأنك تخرجت من كونك تلميذ فتأكد بأنك تصنع لنفسك حاجز يمنعك من الانتقال للمراحل الاخرى الدراسية في تلقي علم الاحلام.

اما عن حال الامة العربية والسؤال الذي لن تجد له اجابه صادقة :
لماذا الدول الاوربية اليوم يسبقوننا في العلم مع اننا بالامس كنا السباقين في شتى العلوم ؟

فذلك لان الدول الاوربية تحتضن العلم بتواضع وتشجّع المواهب العلمية لأجل العلم فقط
اما نحن في الدول العربيه والاسلاميه نحتكر ونحطم المواهب العلمية لأهداف قد تكون شخصية ولهذا نحن بالخلف وهم في الامام.


مفسرالاحلام الدبياني

تعليقات